لقد كانت رابعة العدوية زاهدة عابدة خاشعة كما قال الذهبي في
السير ونقل عن أبي سعيد بن الأعرابي قوله:
أما رابعة العدوية فقد حمل الناس منها حكمة كثيرة وحكى فيها
سفيان وشعبة وغيرهما ما يدل على بطلان ما قيل عنها من اعتقاد الحلول والدعوة إلى
الإباحة .
قال الذهبي : وهذا غلو وجهل ولعل من نسبها إلى ذلك مُباحي
حلولي ليحتج بها على كفرها كاحتجاجهم بخبر " كنت سمعه الذي يسمع به
"
ولم يُعرف عن رابعة العدوية معجزات أو كرامات إلا ما نقل عنها
من كلام الزهد والحكمة من مثل قولها لسفيان الثوري : إنما أنت أيام معدودة فإذا
ذهب يوم ذهب بعضك ، يوشك إذا ذهب البعض أن يذهب الكل وأنت تعلم ، فاعمل
ومن مثل قولها : استغفر الله من قلة صدقي في قولي : أستغفر
الله
وقالت عبدة بنت أبي شوال وكانت من خيار إماء الله ، وكانت
تخدم رابعة قالت كانت رابعة تصلي بالليل كله فإذا طلع الفجر هجعت في مصلاها هجعة
خفيفة حتى يسفر الفجر فكنت أسمعها تقول : إذا وثبت من مرقدها ذلك وهي فزعة : يا
نفس كم تنامين ؟ إلى كم تقولين ؟ يوشك أن تنامي نومة لا تفوقين منها إلا ليوم
النشور
قالت فكان هذا دأبها دهرها حتى ماتت
قيل عاشت ثمانين سنة وتوفيت سنة ثمانين ومائة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق